• ×
meabdullatif

رجل فقد أغلى ما عنده الجزء الاول

نبدأ باسم الله خايف وحاير من أقداري اللي دمرت أغلى آمالـــــــي فقدت أغلى شي أملكه وسرقت من قلبي كل غالي أنا المعاق اللي تغربل في هالدنيا وراحت كل أمانــــي ***رجل فقد أغلى ما عنده*** ويهه جميل..ويوم تسافر في ملامحه تشوف لألأت رمال الصحراء وإنسياب مياه البحر،وتظن أن مصدر النور منه،والبسمة تزوره والهدوء باين في قسمات ويهه،تكتشف أن ملامحه تتميز بالعذوبه والرونقة ولكن أجفانه تخبي جمال عيونه..فجأة فتح عيونه بهدوء شديد، وحس بألم فضيع في راسه جنه ضربته مطرقة كبيرة .. ومع إحساسه بالألم في مخه..كان يحس بضنكه في قلبه ما يقدر يتنفس منها جنه جبال الدنيا كلها على صدره ، رمش بعيونه الرماديات،وهو يدور ببصره الزايغ وخايف من اللي يشوفه ما كانت غرفة نومه بل غرفة العناية المركزة،راقد على سرير أبيض والمغذيات محوطاتنه من كل جانب وأجهزة القلب ترصد نبضات قلبه،حاول يتذكر السبب اللى خلاه يتنوم في المستشفى..غمض عيونه مر ثانية وهو يعيد ذاكرته للورى .. تذكر كل شي وبكل تفاصيله ......عمره ما ينسى اللي صار .. طلعو أثنين الشباب من المطعم يتهامسون ويتضاحكون بعد ما كانوا ويا شلة مع الشباب حتى وصلت الساعة وحدة فليل ، وقف واحد منهم وهو يأشر على سيارة (ليكزس السودة) وقال: ها ..عبيد هذي سيارتي .. شورايك فيها؟ بطل عيونه على آخر وهو مب مصدق أنه يشوف سيارة ليكزس على الحقيقة... طول عمره يحبها حب جنون ويتمنى أنه يسوقها لو مرة وحدة في حياته،صفر عبيد بإعجاب وقال: الله يا حلاتها .. ليكزس سيارتي المفضلة . أخذ يلامسها بأصابعه المتينه جنه مب مصدق أبد أنه يوقف جدامها وأكمل عبيد:طبعاً .. نائب رئيس الوزارة الداخلية لازم يكون قد مقام ... ابتسم ربيعه وقال: هذي سيارتي أنا اللي إشتريتها ،والحكومة ما عطتني غير المرسيدس البيضة ..بس تبغي الصراحة يا عبيد أنا ما أحبها ودايم أسير الدوام في ليزكس . عبيد:هيه من قدتك أنته.. محمد عبد الرحمن الجروان نائب رئيس الوزارة الداخلية في الشارجة ..لازم يكون عنده سيايير . ربت محمد على كتف ربيعه اليديد وقال: أنا ما حس عمري نائب رئيس .. أنا شخص عادي متواضع مثل أي موظف في الحكومة.. وهذا المنصب اللي تحسدني عليه.. ما هو إلا زيادة مسؤوليات على جتفي..ما زادني قدر عند ربي..والناس تتحسب بأني محظوظ ولكن هذا المنصب زاد الحمل عليّ أكثر وأكثر ..وحسابي عند ربي جبير إذا أنا ما أخلصت في عملي. قال عبيد وهو يبغي يفتك من فلسفة هذا الربيع:أقول محمد .. عندي طلب صغير قد ضروسك .. بانت أسنانه المستقيمة والصغيرة وهو يبتسم ابتسامته العريضة اللي كانت تذهل الموظفات في الحكومة و يتخبلن عليها..وقال : وشمعنى ضروسي؟! ..هات شو طلبك ؟ عبيد: أبغي أسوقها . محمد:وأنته تعرف أتسوق؟ استغرب عبيد وقال:طبعاً أعرف أسوق .. منو ما يعرف يسوق الحين؟ محمد:أنا ما أقصد جذي .. أنته بعدك ما خذت ليسن .. توك مخلص الثانوية عامة. عبيد: أنا الحين عمري 18سنة ..وأقدر بعد شهرين آخذ ليسن .. دخليك خلني أسوقها . محمد:يوم تآخذ ليسن بخليك أتسوقها شرى ما تبغي ..أنا كنت جذي يوم كنت قد عمرك ...كل ما أشوف سيارة تعجبيني أتمنى أني أسوقها.. عبيد: أنا ما يهمني كلامك ..المهم أني أسوقها ..فديت هالخشم والويهه الجميل تخليني أسوقها .. محمد:نحن الحين في الشارجة والشرطة متواجده في كل مكان ..تخيل لو وقفونا وقالك طلع ليسن ..ذيج الساعة نتورط فيها. عبيد: عيل متى بسوقها .. يوم أكون مثل عمرك ..عيل لازم أتريا 9 سنوات .. حرام عليك تكسر خاطر حبيبك وربيعك عبيد.. محمد:والله أني خايف عليك...والساعة وصلت وحدة كلنا تعبانين.... قاطعه عبيد متصنع الزعل: قول أنك ما تبغي أركب سيارتك ..وأني مب قد المقام عشان أسوقها... صح ؟ تنهد محمد وقال: استغفر الله .. أنا .. قاطعه عبيد: أنته موافق.. محمد:أنا ما أبغي .. لكن عبيد ما خله فرصة لمحمد يتكلم ..واستولى على مفاتيح السيارة واحتل كرسي القيادة وهو يقول: يلا محمد ..ما عندنا وقت بعدين حرمتك بتعصب عليك ..وتفرك من الدريشة .. ضحك محمد وكانت ضحكته أطير عقل أي إنسان يوم يشوفها أو يسمعها..وقال: أنا مب معرس.. نظر إليه عبيد وقال باستغراب شديد: أنا في حياتي الطويله ما شفت إنسان مثلك ،عمرك وصل 27 سنة ومركزك نائب رئيس الوزارة الداخلية في الشارجة .. وبعدك مب معرس ؟! خاف ربك . محمد:تصدق شغلي ودراستي خلوني ما فكر حتى في قلبي .. عبيد:عيل يوم بتصير رئيس الوزارة الداخلية ..والشغل كله فوق راسك ..ما بتعرس ..لا..لا أنته في هذي غلطان .. أنا ولو كنت مكانك جان ما قصرت على عمري وعرست 4 حريم . محمد: دفعه وحدة ..يا ظالم! عبيد: هيه دفعه وحدة ..أنا ما أصبر على مراحل .. خلينا نخفف من العنوسة في الإمارات..(ثم ضحك بصوت عالي ) وين أمك؟ وين أبوك؟ ..مخلينك تلعب على هواك ؟ ابتسم بحزن وقال: الله يرحمهم ..أنا عايش وحيد الحين .. عبيد :الله يرحمهم ..أنته الحين مب ناوي تعرس...تونسك حرمه وحدتك؟ قال محمد ممازح: بدور لي على حرمة إذا عزمت..؟ عبيد: فالك ما يخيب ويا عبيد .. أخوك أنا .. بس تبغي الصراحة أنا ما عندي غير أختي أصغر مني بسنة ..جان بغيتها واصلة .. محمد: جنك تبيعها ؟ عبيد: وأنا لقيت حد يشتريها .. هذي مشيبه راسي . محمد: طالعه مثلك .. عبيد: أعوذ بالله ..لا تخليك لا تشبيها عليّ .. محمد: ليش ما تحبها؟!..هذي أختك . عبيد: طياشتها تخلي الواحد يكرها .. محمد: ما توصل لهدرجة. عبيد: يلا ..يلا ركب عاد ..أنا متحمس أسوقها . ركب محمد عداله وقال يحذره:هد السرعة ..أشوف طياشتك وحماستك بتودينا في داهية. عبيد: لا تخاف على سيارتك.. محمد: أنا ما أخاف على جماد ..أنا أخاف على أرواح في الأجساد. شغل السيارة وعطاها ريس وقال باستهتار : فكنا من فلسفة الشواب ..هذا أنته شاب بعدك تفكر بهالأسلوب عيل شو خلت لشواب ..؟! قهقه عبيد بصوت عالي ومحمد يطالعه بإشفاق وقال: الله يصلحك يا عبيد. طار بالسيارة وهو فرحان ومحمد يصرخ بقوة : عبيد ..هد السرعة ... عبيد هد السرعة .. لكن عبيد الله يهديه - كان مسرع بشكل كبير وما كان له بال يسمع فلسفة ربيعه المهم أنه يستمتع بسواقة هذي السيارة وما يهمه حتى روحه . قبض محمد على ذراع عبيد وهو يحاول يوجه السكان : عبيد ..سيارة جدامك..انتبه. مع آخر كلام محمد اصطدمت ليزكس بلند بيضه وانحرفت عن الطريج الصحيح ..كان عبيد مذهول في هذي اللحظة.. يدور بسكان يمين وشمال مب قادر يسيطر عليه ..ومن الخوف خله السكان يدور أروحه ..كانت السيارة أتطير مثل الصاروخ وما هي إلا ثواني حتى انجلبت السيارة عدة جلبات وتبطل الباب واندفع جسد عبيد بقوة بره السيارة وطاح على العشب اللي كان على الرصيف وأما محمد فأنعفصت السيارة عليه... فتح عيونه بحزن وهو يتذكر تفاصيل الحادث المؤلم .. سالت دموعه على خده بغزارة..وحمد ربه أنه بقى على قيد الحياة ..فجأة سمع فتح الباب ..دخل الدكتور ويا الممرضة اللي كانت حامله وياها صينية دوى ..وقف الدكتور وهو يطالعه بدهشة وقال للممرضه بلهجة المصرية:صحي ..الحمدلله . ثم قال له: كيف بتشعر ؟...كويس .. حاول ينطق وطلعت كلماته بصعوبة وقال:وين ربيعي ؟..وينه؟ كان خايف عليه أكثر مما كان خايف على عمره، نظر الدكتور إلى الممرضة وقال: كان معها شخص تاني في الحدسة ؟ قالت الممرضة: أيوه .. بس التاني كويس جيداً .ما فيه إلا جروج وكدمات بسيطة. قال الدكتور له :صديأك كويس...ما تألأشي عليه..المهم أنته كيف بتشعر؟ قال وهو يتألم بشدة : أحسن بألم فضيع في ريولي ..ما أقدر أتحمله. الدكتور: معلشي ..أصل رجليك تعورت أوي في الحدسة .. ألم بيسط وبروح مع أدوية .. قال:أقولك ما أقدر أستحمله .. الألم ياكل ريولي أكل .. الدكتور: خلاص بنعمل أشعه لرجليك . قال بصوت مخنوق:دكتور ..من متى أنا هني ..؟ الدكتور : كنت في غيبوبه لمدة أسبوع ..لكن الحمد الله أدرت تتكلم ... أولي بأ اسمك أيه ؟ قال: محمد ...وربيعي اسمه عبيد ... الدكتور:وصديأك هو اللي كان سايأ العربيّة ؟ قطع كلام الدكتور دخول ريال وحرمة تولول بصوت عالي وتقول:يا ويلي على وليدي .. استغرب الدكتور وقال : مين أنتوا ؟ كيف تتدخلوا المستشفى كده؟! أخذ الريال طرف سفرته يمسح دموعه:هذا وليدي .. محمد .. الدكتور: الزيارة مش مسموحة ..أرجوكم أستنوا بره .. صاحت الحرمة وهي تقول: حرام عليك هذا وليدي . حاولت الممرضة تهدأ الحرمة وهي تقول:أرجوك .. ولدك تعبان أوي بحاجة لراحة ..أرجوك استني بره . يلست الحرمة على الكرسي ما قدرت الممرضة معها حيله، وقالت الحرمة: أنا ما بتحلحل من مكاني إلا يوم اطمئن على وليدي. الممرضة:دي الوأتي الساعة ستة الفجر .. أرجوك استني بره . ما قدر الدكتور حاول وياهم بس كانت محاولاته تبوء بالفشل..وأخيراً طلع الدكتور والممرضة.. ولأن الدكتور قلبه طيب خلاهم ييلسون عند ولدهم إشفاقاً عليهم . بمجرد ما طلع الدكتور والممرضة..سكتت الحرمة والريال اللي قال لمحمد: محمد ... وليدي عبيد في السجن والسبب أنته .. انصدم محمد ما يقدر يقول أي شي وقالت الحرمة: هذا وليدي يا محمد ..أنته اللي كنت سايق السيارة. هز محمد رأسه ينفي كلام الحرمه وقال بكلمات تخرج بصعوبة من حلجه: ولدكم هو اللي سايق سيارتي..مب أنا . طالع الريال حرمته ثم قال لمحمد:عيل كانت سيارتك ... قال محمد وهو يحاول يفهم اللي صار : قولولي ..شو صار ؟ الريال: وليدي عبيد مسكوا الشرطة بعد ماعرفوا أن هو اللي سايق السيارة، وصاحب اللند كان متشكك فيك ولاّ في عبيد .. قالت الحرمة:بعد ما طلع عبيد من المستشفى دخلوه السجن..لازم تقول أنك أنته سايق السيارة مب وليدي .. قال الريال: عبيد ما عنده ليسن يعني بيسجن .. دخليك الرفجة فيك ..تقول أنك أنته اللي سايق سيارتك. وأكيد صاحب اللند بوافقك إذا أنته أعترفت . محمد: هذا مب اعتراف .. هذي جذبه .. الريال:أنته ما بتقول شي غير أنه هذي سيارتك .. أكمل محمد:وأني أنا سايقنها ... يعني أجذب . الحرمة:مب جذبة أنته بتنقذ روح من السجن ..لو كان عندك رحمة في قلبك . محمد:وأنا أتحمل كل شي . الريال:جان على الفلوس .أنا بدفع كل التعويضات وأنته ما بتدفع أي شي...رد الشان فيك ..تقول أنته اللي سايق السيارة ... الحرمة:وليدي عبيد ما أقدر أتحمل أشوفه في السجن ..حرام عليك. الريال: بعطيك اللي تبغيه .. عندي عمارة بكتبها باسمك ..بيوزك بلا مهر ..كل اللي تبغيه ..بس دخليك ما أبغي وليدي يدخل السجن . ما قدرت الحرمة ولا الريال يمسكون أعصابهم أكثر وهم يشوفون ولدهم في السجن ..ويلسوا يصيحون ويترجون محمد أنه يجذب على الشرطة وينقذ ولدهم من السجن... كان محمد ما يقدر ينطق ولا بحرف واحد ..شاف دموعهم وتذكر أبوه وأمه اللي فقدهم من 4 سنين في حادث سيارة ..لو كانوا حيين شو بسوون بوافقوا ولاّ بيرفضون ...كان محمد متردد وايد ..والألم اللي في ريوله ينهش قلبه نهش..وصل الألم لدرجة ما قدر يتحمل أكثر ..عض شفايفه وهو يحس بلوعة قوية في صدره ..فجأة صرخ صرخة كبير أنسدت أذنه..وجدران المستشفى ودرايشه اهتزت من قوتها ...كان ألم وصل لخلايا مخه..وتغلغل في شرايينه..وحس فجأة أنه فقد أغلى ما يملك ..خسر أثمن شي في الوجود ..خسر حريته.. خسر وجوده في هذا الكون ..خسر إحساسه بالحياة ...أصبح مسجون في قفص من حديد مثل الطير الحزين .. خسر ريوله ..وأصبح مشلول وما يقدر يتحرك إلا في كرسي يعيقه عن حريته..أنكتب اسمه في قائمة المعاقين،ودخل في عالمهم اليديد ..كان عالمهم غريب عليه ...غريب على واحد مثله يحب النشاط والحركة..كان عالمهم كله سحاب أسود ..ما تمطر غير التشاؤم واليأس على أرض نفسه اليابسة..ترويها بأفكار مظلمة..وتبني لخياله مدينة غير المدينة اللي عايش فيها ،وواقع غير الواقع اللي ينتمي إليه ..رسم في عقله عالمه الخاص فيه رموزه..وأفكاره.. ومعتقداته الخاص به اللي أي أنسان صحيح مستحيل أنه يمارس هذي المعتقدات أو حتى يفهم معنى هذي الرموز ..كان هذا عالم المعاقين ..يسد الباب أمام أي إنسان صحيح يحاول أنه يدخله أو حتى يقترب منه ..ضاع في دوامه الحزن ، مثل ما ضاعت سفينة في بحور الظلمة، وتاهت ابتسامته المشرقة في متاهات الدورب،وانطفأت شمعة الأمل اللي كانت داخل قلبه وسرى الخوف بين عروقه وحس بالفزع الشديد من العالم المجهول اللي ينتظره..وماتت وروده وأزهاره..وأصبح أسير في قبضة هذا الكرسي المتحرك... ما أدري يا محمد إن كنت تقدر تتألقم مع عالمك اليديد ولاّ لاء؟! ..وتكون قادر تتخطى كل الصعوبات اللى بتواجهك في طريجك وحياتك الطويلة؟..محمد بتقدر تكون إنسان عظيم ولاّ تكون أسير الخوف وألم؟ ..مسكر على نفسك الباب وحاجز قلبك بين أربع جدران ،ومنعزل عن الناس ما تتكلم ويا حد حتى مع نفسك مخاصمنها..ليه يا محمد؟ ..فكر ..عيد النظر ..أرسم آمالك وأحلامك من يديد حدد هدفك في الحياة..بتلقى كل شي حلو ..حزنك هذا بيروح ويا سنين ..هي مسألة وقت حتى تتقبل شكلك اليديد..صدقني يا محمد .. والأيام بتشكف صدق كلامي...
بواسطة : meabdullatif
 0  0  879