• ×
meabdullatif

رجل فقد أغلى ما عنده الجزء السادس

وضعت المجلة جانباً وهي تقول بعبوس:ما أدري ..حتى الحين ما قالتلي أي شي . تنهد هاشل بغضب وقال:أنزين ما لمحتلج عن أي شي يا موزة؟ قامت موزة من كرسيها وهي أتدور في أرجاء غرفتها الواسعه،تفكر في رمستها وسوالفها وتعيد شريط اللقاءات اللي كانت وياها..لكن ما اكتشفت شي يديد..هزت راسها بتفكير عميق وقالت:لا ...بس تبغي الصراحة يا خوي ..أنجود بنت عمي المرحوم تخبي سر .. عقد هاشل حياته وقال:سر! ..سر يديد غير السر اللي تاكل حبوب منع الحمل. استدرات موزة وهي تقول:هيه ..أظن! هاشل:شو خالج تظنين ؟ موزة:كلامها عن ريلها.. هاشل:ما فهمت . موزة:صدق أنها ما تحب ريلها..بس هي متعاطفه وياه بشكل غير طبيعي . ابتسم بسخرية وقال:يعني تبغين أتقولين أنها متزوجتنه عشان متعاطفه وياه؟!..لا...هذا التعاطف مهما كان كبير .. مب سبب يخليها تتزوجه وتبيع حياتها بلا ثمن .. موزة:لا ...مب عشان متعاطفه وياه ..من كلامها تظهرك أو بالأحرى أنها تتظاهر أنها تحبه متعاطفه وياه.. حك ذقنه وقال وهو يتأمل كلام أخته موزة:يعني تبغين توصلين أن أنجود تزوجت محمد عشان شي ثاني ..غير تماماً عن الحب والتعاطف أو حتى مركزه أو فلوسه . موزة:هذا هو الضبط اللي أبغي أوصله ... هاشل:عيل هناك سبب أقوى .. موزة:وهذا اللي يحيرني ..بس هي ما قالتي أي شي. شبك هاشل صبوعه وقال:بعدين يعني .. يلست موزة عدال أخوها وقالت:أنزين أنته ليش معصب؟! أكيد الحين خطتنا نجحت وطلقها ...اصبر أشوي.. اتفق كل من هاشل وأخته موزة أنهم يهدمون حياة أنجود..ويفرقونهم بأي وسيلة سوى أكانت مشروعة أو غير مشروعة ..كان هذا إنتقامه لأنها رفضت هاشل.. قام هاشل وقال:مر أسبوع ولا طلقها ..المرفوض أنه طلقها من أول ما خبرته .. حكت موزة راسها وقالت:صدق والله .. هاشل:شو رايج تزورينها وتشوفين الأوضاع هناك؟ قالت موزة وهي متقززه من اقتراحه:لا ..ما فيني أشوف ريلها المعاق ..أخاف أزيغ منه ..لا ..لا . هاشل:أزين اتصلي بها؟ موزة:عيزت من كثر ما اتصل بس محد يرد .. هاشل:أخاف أن محمد ما صدقني ..ولا دور عن الدوى ...ولاّ.. سكت هاشل وهو يشوف موزة بنظرات ذات مغزى ..استغربت موزة وهي تحاول تفسر نظراته وقالت:ولاّ..أشوي؟! هاشل:أخاف أنها خدعتنا واستوينا نحن مستهبلين ،ولا تنسين إن أنجود ذكية .. موزة:تقصد يوم ساعدتها في تحويل ملف ريلها الصحي من مستشفى القاسمي لمستشفى راشد ..بصفتي أشتغل فيه. هاشل:هيه..أخاف خذت اللي تبغيه وبعدين فرتج في الشارع. قامت في غضب وقالت:استغلتني .. هاشل:وليش لاء..أنجود تغيرت يوم خذت هالنذل،تقربتج بالمكالمات والمسجات والزيارات ،ومدام أنج تشتغلين في مستشفى القاسمي وتقدرين تسهلين لها المهمه .. زفرت موزة وقال:إذا كان جذي ..فوحدة بوحدة ..براويها.. هاشل:هذا مجرد تخمين .. موزة:محد يدري .. هاشل:إلا أقول موزة...برايج يقدر محمد يتعالج؟ قالت موزة باستهزاز:كل الفحوصات الدكتور في قسم العظام ما تأشر أبد أن محمد بيقدر يرد مثل أول .أو على الأقل أنه يمشى بريل وحده.. هاشل:يعني ما شي خوف . موزة:لا ..تخاف من هذي الناحية ..محمد مستحيل يرد يمشى أبدا .. هاشل:وأنتي قلتي هالشي لأنجود؟ موزة:قلتلها طبعاً.. قلت يمكن تتراجع وتطلب الطلاق من هالمعاق بس أنجود عنيده اللي في راسها بتسوي ومصره أن هناك أمل في أنه يتعالج ..المسكينه تتحسب أن المسألة بهالسهولة . يلس هاشل مرة ثانية..وقال:كيف بسافر الحين؟ موزة:وأنته على بالك أنها بتتطلق بسهوله منه ..تتزوجها بعد ما تخلص عدتها ..؟! هاشل:هذا اللي كنت مخططنه .. ضحكت موزة بسخرية:باين أنه هذا المعاق ما بطلاقها لأنها ما صدق توافق عليه .. تنهد هاشل وقال:أنا مستغرب كيف أنجود ترضى تتزوج هالمشلول! موزة:وأنا مثلك ..ويمكن أشد حيره منك ..أكيد في شي تخبيه أنجود..وهذا اللي بكتشفه. هاشل:شو تعتقدين ؟ موزة:ما أدري .. هاشل:أنتي ربيعتها وتثق بج ..لازم بتخبرج بكل شي .. موزة:صدقني أن كل أسرارها اللي تخبرني أياها أخبرك بحرف الواحد ..والله أني ما خبت شي عنك. هاشل:أصدق يا أختي .. موزة:اصبر أشوي .. هاشل:وين أصبر وأنا باجر مسافر لندن ؟ موزة:سافر وخل الباقي عليّ .. ربت هاشل على كتف أخته وقال: والله من دونج ما كنت أعرف أسوي شي .. ابتسمت موزة وقالت:أنته أخوي ...واجب علي أساعدك .. هاشل:يعني أسافر وانا مطمن .. موزة:سافر والله يحفظك ..ويوم بترد من لندن وبشوف أن أنجود تترياك .. وقف هاشل هو يهم بالرحيل:الله يسمع منج . استوقفته موزة قائلة:هاشل ..جاوبني بكل صراحة ...أنته تحب أنجود؟ ضحك هاشل بسخرية كبيرة وقال:وليش أسوي كل هذا ؟! مب لأني أحبها .؟ موزة:بس تعرف أنها ما تحبك .. هاشل:أنا براويها منو هاشل ..عيل هي تفضل واحد معاق عليّ أنا ولد عمها وأحق الناس بها .. موزة:عيل هي مب شغلة حب ..شغلة تحدي وعناد .. هاشل:يمكن... ضرب إبراهيم بكفه على مكتب محمد والغضب وصل حده: حابسنها في غرفة لمدة أسبوع! يا الظالم .. استغرب محمد لوصف إبراهيم بالظالم بالرغم أنه هذا الأقل شي يسويه كردة فعل لخيانتها وقال:كيف تقول أني ظالم؟! .أنا ما ظلمتها ..كيف بتتصرف يوم تكتشف أن زوجتك تخونك ومع واحد ريال ..تخوني مع منو؟! مع ولد عمها . قال إبراهيم:وأنته سمعتها ؟.. ما أظن ...ولا تصرفت بلا تفكير ..؟ بلا تفكير !!! نزل محمد عيونه ..كان غضبه وسخطه هما اللي دفعاه أنه يتصرف بهالشكل القاسي.. إبراهيم:بعدين وياك يا محمد ...متى بتتصرف بعقلك؟ تنهدت إبراهيم بقلق وأكمل: أنزين!..شفتها على الأقل ..؟ محمد:لا ارتفع حاجبيّ إبراهيم وهو يقول:ما شفتها؟! ...من الأسبوع؟! ..مكون خلتها بيوعها ..؟ محمد:لا طبعاً ...خليت البشكارة تهتم بأمورها .. إبراهيم:وأنته؟! رفع محمد بصره باتجهه إبراهيم وقال:أنا؟! إبراهيم:تتصرف بغباء مع الأسف .. عقد محمد حياته وقال:شو تقصد؟ إبراهيم:شوف حالتها .....تعرف أنه بهالتصرف الغبي خلت لهاشل يلعب بأعصابك ويوصل لهدفه بسهوله..وأنته ولا على بالك .. ما عرف محمد كيف يرد على إبراهيم...صدق أنه غبي و أحمق ..وأكثر من جذي ...ليش ما استمع لها؟ ..ليش ترك لهذا النذل المدعو هاشل أنه يكسب الجولة ضده.. قام إبراهيم من كرسيه وهو يقول:أنا أنصحك أنك تشوفها ..وتسمع منها هي ..أتركها تعترف أو أدافع عن نفسها..أعطها فرصة أخيره ..وإذا ما نجحت..الأفضل أنك تسرحها لبيت أهلها هذا أرحم لها .. وأرحم لك ..... شهق محمد..وجحظت عيونه وهو يركز على كلمة (يسرحها!) يعني يطلاقها ..لا ..لا ..ألف لا .. مستحيل ...أنا ..أنا ..أحبها .. شاف إبراهيم عيون محمد تنطق بهالاعتراض الخفي...ارتسمت ابتسامه مشرقه وهو يقول:تحبها ..ليش ما تبغي تعترف؟ نزل محمد عيونه مرة ثانية فانطفأت ابتسامه إبراهيم وقال:أكره فيك ضعفك واستسلامك لوسوسة الشيطان..لا تخلي هواجسك تبني حواجز بينكم ...فكر بعقل لا بأنانيه قاتله .. ترك إبراهيم محمد لحيرته ولألمه اللي يعصف قلبه بقوة،بعد ما أعطه الحلول المناسبه ... رد البيت ..كان في طول الأسبوع حالته يرثى لها..كبرياه المجروحة اللي تمنع قلبه من الاستماع لهذي الخاينه.. صدق أنها تجاهلها وما عطها فرصة تعترف بغلطتها..أو حتى أنها أدافع عن نفسها..كان يتمنى منها تصرخ وتتطلب منه السماح ..بس يكفي منها تقول:أنا آسفه .. هذي الكلمتين تكفي أنه محمد يرجعها..ويتجاهلها أو بالأصح يتناسى غلطتها وخداعها ..بيعذرها لو بعذر كاذب..بس لو تعترف ..كان محمد يباها مهما كانت ..مهما كثرة عيوبها ..يبا أنجود..ما يبا غيرها . ألقى نظرة على الغرفة أو بالاحرى السجن اللي سجنها فيه كعقاب لها ،كان لازم يتحول لسجان يسجن حبيبته ويقسى قلبه عليها عشان تعترف بغلطتها ..كان شوقه وحبه يدفع أنه يتقرب من الباب ويسمع أنفاسها من وراءه ويطمن قلبه أن مازلت حيه .. استغرب محمد منها ..ما أظهرت أي مقاومة أو حتى تترجاه أنه يبطل الباب عنها..بالعكس كانت هاديه جداً..طوال الأسبوع. تحرك بكرسيه باتجاه الغرفة وقف وهو متردد من أنه يفتح الباب ويشوفها ..تسآل كيف بتكون حالتها؟ سؤال سخيف ..تبغي تعرف الجواب ..افتح الباب .. قرقرع المتفاح اللي كان داخل جيبه بأصابعه المترددة..كان خايف من مواجهتها،بس تشجع وتصلب فأدخل المفتاح في المقفل وأدراه ..انفتح الباب ليسمح لضوء المصابيح بأن يشق طريقها في هذه العتمه الدامسه... جال ببصره في أنحاء الغرفة بحثاً عن روح قلبه ..وهواء رئته..عن أنجود...صدمه المشهد ..!!!! اتسعت عيناه فزع وخوف عليها ...كانت متكوره على نفسها ضامه كل جزء من جسدها بذراعيها..أنجرف قلبه بحب كبير.. وهو يشوف حالتها اللي كانت أسوء من حالته ..لام نفسه عاتب قلبه القاسي ..كيف تقسى على روحك ؟!...هتف باسمها برقه:أنجود ...أنجود ....أنجود ... سكت وهو يسمع أنينها من بعيد ..كأنه يصدر من تحت الأرض ..يرتفع ..وينخفض ..يرتفع..وينخفض. تحرك بكرسيه بسرعه وقد استحوذ الخوف الشديد: أنجود ..حبيبتي ..غناتي ..شو فيج ؟! انحنى فوقها بصدره يلمسها بكفيه الحانيتين ..رفع يده بسرعه وهو يحس بنار تحرق يده ..كان جسمها يشع من نار مثل الجمرة وغرق يتصبب منها..أنجود ..محمومه!..مسخونه!...من متى ؟! شبت حمى شديده في جسدها من البارحة..وأحست بضعف شديد يدب حتى أطرافها ..حست بالوهن والعجز .. فجأة رفعت راسها ..شاف محمد العذاب المرتسم على ملامحها ينبأه بهلاكها وموتها .. أظلمت عيونها وشاف طوفان الموت يغزو جسمها بلا رحمه ..رسم الضياع ملامحها وألم باين في ظلال عيونها ...رومشوها تنذر بالنهاية .. والقدر المحتم .. قامت بصعوبه شديده..حست أن ثقل جسمها يوازي جبال الدنيا كلها وأن ريولها مثل عود ثقاب ما تقدر تشيل هذا الوزن الهائل فتكأت بثقل جسمها على اليدار ..بس ما قدرت تستحمل أكثر ترنحت فقدت توازنها ..حست بأن الدنيا أتدور ..كل شي كان يدور ..يدور ..يدور .. مسكها محمد وبعد ما حس أنها بيغمي عليها ..ركعت عداله حافظاً على توازنها ،وضمها لصدره المشتاق ..حوطها بذراعيه وهو يقول بكل عطف وحنان:حبيبتي .... ربع ساعة أو أقل..أنجود وخالها (عليّ) موجودين في مستشفى القاسمي .. كانت أنجود تركض بسرعة وهي تلهث مب مصدق أن عائلتها راحوا في شربة ماي ... وصلت لغرفة الأنعاش حيث كان عبيد راقد على السرير في العناية المركزة .. سالت دموعها وهي تلامس بيدها الزجاج اللي يفصلها عن عبيد أخوها .. وقف عليّ عدالها وهو يقول:تماسكي يا بنتي أنجود ..خلي أيمانج قوي بالله.. قالت أنجود بصوت باكي:أبغي أدخل على أخويه . عليّ:ممنوع الحين ...لأنه في عيبوبه. مسكت بثيابه تتراجه:دخليك خالي ..أبغي أيلس عداله . عليّ:وأنتي ناويه تباتين في المستشفى؟! لا طبعاً ما بخليج أروحج.. لكن أنجود مصره أنه تبات عدال أخوها ..بعد إصرار كبير وإلحاح شديد ..سمح لها الدكتور بالقضاء الليلة عند أخوها مع ممرضة تسهر على حالة أخوها . يلست أنجود على الكرسي بجسمها المتعب تتريا بلا أمل استيقاظ عبيد اللى بقى على غيبوبته 10 ساعات ..وصلت الساعة ثلاث ونص الفجر ،كان التعب والإرهاق باين على ملامحها....كانت دموعها تجري صبابه على خدودها راسمه مجاري أنهار ..خسرت أمها وأبوها وها هي بتخسر أخوها ..حالته مب مستقرة أبد متأرجح بين الحياة والموت ..راح عالمها الجميل ..سكن الضياع في قلبها ..حست بلوعة اليتم والخوف من المصير المجهول يسري في عروقه..أقشعرت يوم حست ببرودة الفزع ..وهي تتصور حياتها وحيده في مكان مظلم .. غمضت عيونها تسترجع كل ذكرياتها مع أبوها وأمها ,أخوها ..برغم من هدوءها الظاهري إلا أن في داخلها نار تشتعل ..نار ما لها مطفى ..نار تحرق كل وريد فيها. فجأة سمعت أحد يناديها بصوت خافت :أنجود ..أنجود بطلت عيونها وهي تشوف أخوها عبيد يناظرها من تحت جفونه المتثاقلتين :أنجود وين أنا ؟ مسكت بيده وقالت:حمدالله على سلامتك ..أنته في المستشفى . قال عبيد بصوت أجش:وين أمايه وأبويه ..أبغي أشوفهم وأطمن عليهم . نزلت أنجود عيونها بحزن شديد وقالت:المهم الحين أنته .. قال عبيد وأنفاسه تتسارع:لا تقولين أن أبويه وأمايه ماتوا .. ما قدرت أنجود ترفع بصرها وهي تقول:هيه ماتوا..الله يرحمهم . شهق عبيد:أنا السبب .أنا السبب ..لو أني ما جاوزت الإشارة جان ما صار اللى صار .. أنجود:الندم ما ينفع الحين ..يا عبيد لا تنفعل وايد ..المهم الحين أنته ..فكري فني ..عشان خاطري ..ارتاح .. بلع ريقه وقد ترقرت دموع الندم والحسرة على وجنتيه وقال:من يوم ما ظلمته وأنا ما حست بطعم الراحة . استغربت أنجود وهي تقول:ظلمته! ..أنته ظلمت ..منو؟! رفع عبيد يده يلامس يد أخته وهو يقول:محمد ..محمد ..يا أنجود. أنجود:اسمه محمد اللي كنت مسوي وياه الحادث في السنة الماضية. عبيد:هيه ..كنت أنا اللي سايق سيارته وبسبب طياشتي خسر ريوله وصار إنسان مشلول ..كان بيفقد حياته ولكن الله ستر. كانت أنجود صامته مب مصدقة اللي تسمع من أخوها..أكمل عبيد وقال:جذب على الشرطة بعد ما أجبروه أبويه وأمايه عشان ما أدخل السجن ..ظلموا واحد يتيم وحيد ..يا لتي أنسجنت وارتحت من الهم اللي شلت سنة جني شالنه سنين طويله. أطلق نحيباً طويلاً يكاد يقطع قلبها..مسكت يده وقبلتها وهي تمسح دموعه:لا تصيح يا عبيد..لا تصيح...ليش ما سرت تستمسح منه؟ عبيد:حاولت أسير بس ما قدرت ..كان شعور بالذنب هو اللي يمنعني من مواجهته ..خفت يكون كارهني ....أرجوج أنجود ما لي غيرج ..أنتي الوحيدة اللي بتساعيدني .عندي وصية .وصيتي عن أكبر جرم ارتبكته في حياتي.. أنجود:وصية!..لا تقول جذي.. قاطعها عبيد:مالي غير دقايق أعيش فيهن ..خليني أقول اللي في نفسي قبل رحيلها .. أنجود:عبيد..الله يخليك لا ترمس هذي الرمسة. عبيد:أنجود ..سمعيني زين ..أنتي أختي مالي غيرج أثق فيه ..أبغيج تصلحين غلطتي مع محمد. أنجود:كيف؟ عبيد:تتزوجينه. شهقت أنجود وقالت:أتزوجه؟! أتزوج واحد معاق ..كيف ترضاها على أختك؟! عبيد:لا تنسين أني أنا السبب في إيعاقته..أنجود وعديني. غمضت عيونها مب مستسيغه اللي يقوله وقال يحاول يقنعها:ما تبغين أخوج يرتاح في قبره..أنجود هذي وصيتي..وصية ميت. أنجود:لا تقول..ميت ..انته مب ميت .. عبيد:أحس أن موتي قريب ..أنجود..شيلي عن همي الوحيد ويريحني . بطلت عيونها وقالت:عبيد أخوي ..بحاول ..بس ما أقدر أوعدك. ضغط على يدها وهو يقول:لا ..وعديني يا أنجود .. وانخرط في بكاء مرير ..ما قدرت أنجود تستحمل صياحه فقالت:خلاص ..أوعدك أني أخليه يرد مثل ما كان ..يمشي على ريوله .. تنهد بعد هذا الصياح بارتياح بالغ وقال:ألحين أقدر أرتاح .أنجود ..أنا أثق فيج .. أخذ يرددها لبعض دقايق وهو يغلق جفونه ببطء شديد ثم صمت طويلاً ونام نوماً لا استيقاظ بعده . نظرت إليه أنجود بنظرات مفزعه..وصرخت صرخة عاليه أيقضت العالم كله.. تردد في أذنها آذان الفجر وهي تفتح عيونها بألم شديد ..كانت راقده على سريرها ..طالعت لما حولها..الغرفة مظلمة..شغلت الأبجورة ، فشافت محمد راقد عدالها..لمست يبهتها فحست بانخفاض حرارة الحمى.. تنهدت وهي تتأمل محمد ..كانت أنجود مب مستحمله أنها تخبي هذا السر في قلبها وما تكشف لحد ..كان لازم عليها تضحي بنفسها عشان تصلح غلطة أخوها عبيد ..حاولت أنها تتجاهل هذي الوصية بس عبيد تم يلاحقها في أحلامها ليل ونهار ويذكرها بوصيته..ما قدر يرتاح لها جفن ولا تغمض لها عين . من يوم ما شافت محمد وهو صار في بالها ..أنجود تعترف أنها ما حبته وبس كان مجرد شعور تعاطف معها ..مب عشان الحب تزوجته مثل ما صورته بس عشان الذنب اللي بدى يسري في قلبها ويأنبها جنه هي اللي كانت السبب في إيعاقته ..طوال الأشهر الماضية وهي تستخدم كلمات الحب والغزل عشان يحبها ويثق بها ويسملحها تتدخل في عالمه الأسود..ولأنها وصية الميت لازم تنفذها بأي طريقه ..في البداية ما كانت متصوره أنها بتتزوج معاق عشان جذي قدمت أوراقها لبنك وقبولها بس صورة عبيد ما فارقتها وأخذ يأنبها ..كيف تتدفع ثمن شي وهي مب سببه؟! حولت تنساها أو بالاحرى تتناساه وما تنفذها.. لكن قام يطاردها في كل مكان .. بعد ما استقالت من البنك ..فكرت زين ..وبدت تراقب محمد وين ما يكون ..وقدمت أوراقها وقبولها ..حاولت تتقرب منه بس كان حاجز نفسه في عالمه الخاص ..موصد الأبواب في أي ويهه إنسان صحيح يحاول أنه يتقرب منه . بعد جهد كبير تزوجته تعاطفت وياه لأنه معاق يحتاج لرعايه ..بدت ترسم في خياله صورة حب وهي الرسامه اللي بريشتها رسمت أحلى ر سمه تمثل الغرام اللي بدى يسري في عروقه ويسري في عروقها وهي ما تدري.. اقتربت من ويهه ولمسته بأناملها ملامحه وهي تسمع أنفاسه المنتظمة ..حست بإحساس غريب يخالج لأول مرة قلبها ..شعرت بحبه اللي أجبرت قلبها أن يتصنعه ..ها هي تحبه بدون ما تدري .. فكرت أنها لو ما قدر محمد يتعالج وما شي هناك أمل في أنه يرد مثل أول ..بتعيش باقي حياتها معها ..وتربي عيالها وتنسى وصية أخوها للأبد ..تبتدي حياتها من يديد...
بواسطة : meabdullatif
 0  0  825