• ×
meabdullatif

رجل فقد أغلى ما عنده الجزء الثامن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية إيمانيه معطره .. بعد نهاية الحلقة السابعه .. ومع انتهائها انتهى دور شخصية أنجود التي لعبت دور مهم جدا في حياة المعاق محمد .. وليس بوفاة أنجود تنتهي أحداث القصة .. بل عنوان ( رجل فقد أغلى ما عنده ) قد تحقق في اللحظة التي ماتت فيها أنجود .. و الكثير من أمور لم تنكشف حتى الحين .. ومن خلال الحلقات الثلاثة الأخيره .. ستتحول القصة إلى مجرى آخر ومخالف عن توقعاتكم .. أجل فربما تستغربون ذلك مني .. واعذروني فهذا ما جاد به خيال قلمي .. والآن لن أطيل عليكم .. وإليكم الحلقة الثامنة . تقبلوا مني فائق المودة والاحترام ........................... بعد مرور عشر سنوات ... تغيرت الدنيا وما لها من استقرار ..أتدور في كل سنه وحول ..ترمي بإقدارها المرّه على ناس ما لهم غير الصبر ملاذاً وملجأً ... عند باب مبنى الوزارة الداخلية في الشارجة وقفت سيارة ليزكس سوده ...طلع منها ريال تجاوز عمره40 سنة إلا أن ملامح ويهه الجميلة تخبي عمره الحقيقي.يصبّح الناس بملامحه الهادية ..وابتسامته المشرقة...ماسك بيده اليسرى شنطة عمله .. وقف هو يشوف صورته اللي انعكست على جامة سيارته.. كانت الجامه تبرز ملامحه بشكل واضح ...كان جذاب..وسيم ..حلو..رزين ..يشع من عيونه أمل كبير ..وتحس أن الرضا يملأ نفسه حب وخير ... عدل غترته بيده اليمنى ...وهو يشوف ساعته اللي تشير إلى الثامنة ونص صباحاً ... دخل الوزارة بخطوات واثقة وجريئة .. وهو يشق طريق حياته بكل ما له من قوة وعزيمة .. بس اللي يخبي في قلبه غير اللي يظهر جدام الناس ..كانت روحه تسكن في حزن عميق من عشر سنوات .. السنوات اللي طافت حس بغربة برغم أنه كان في وطنه .. ما يعيش في هذي الدنيا إلا لنفسه .. ما له حب يصارع لأجله أو هدف يحققه .. يعيش مثل ما يعيش غيره ..هم ساكن قلبه ..وفي وسط الغم يروح ويجي عليه مثل ما تجري الأيام في قلبه الكسير ..الآهات والآلام مستوطنه ضلوعه في كل ليلة .. تحارب أي فرح يمكن يزوره ...هذه هي حالة نفسه ... دخل مكتبه وحط شنطته على الطاولة ... يلس على الكرسي الجلدي الأسود بارتياح .. بعد ثواني ..طرق الباب سكرتيره وهو يقول:أستاذ محمد .. قال محمد:ادخل عمر.. غلق باب وراه وهو يقول:وصلت بدري يا أستاذ محمد؟ محمد:على عادتي ..يا عمر .. عمر:أستاذ إبراهيم ..اتصل وقال أنه يبغيك عند المبني الرئيسي للوزارة ضروري وبسرعه .. أطلق محمد تنهيدة تعب وقال: آه منك يا إبراهيم! عمر: ليش شو صار؟ محمد:أستاذ إبراهيم ..يبغيني أرشح نفسي للرئاسة الوزارة ..وأنا ما أبغي .. استغرب عمر وقال :ليش تضيع على نفسك فرصة ذهبية؟ وبعدين أنته محد ينافسك في الرئاسة ؟ فجأة دخل إبراهيم على عجل وفي تسليمه رنة غضب:السلام عليكم. رد محمد بهدوء:عليكم السلام.. وقف إبرهيم وهو يشوف محمد ومعصب على هدوءه وقال:ليش ما ردت على اتصالاتي ومسجاتي ..؟ محمد:لأني ما أبغي أرشح نفسي للوزارة ..افهمني يا إبراهيم. قاطعه إبراهيم بحد:أنا ما أفهم الأغبياء ... وقف محمد وهو مب مستسيغ ألفاظ إبراهيم وقال:يوم أنا غبي .ليش تبغي ترشحني للوزارة ..؟ رد عليه إبراهيم:لأنك غبيّ. اندهش محمد من غضب إبراهيم اللي ما له داعي يرمس بهذي الألفاظ وخاصة في وجود عمر . يلس إبراهيم على الكرسي عشان يتسريح ويهدى أعصابه وقال لعمر:عمر ممكن تسوينا كوبين جاهي .. قال عمر:أن شاء الله الحين .. طلع عمر وهو يحس بعصيبة إبراهيم .. قال إبراهيم:أنا عمري ما شفت أنسان مثلك ..يقدمون له رئاسة الوزارة على طبق من ذهب ..وأنته ترفض .. محمد:يا إبراهيم أنا قلت من البداية ما أبغي أكون رئيس الوزارة .. إبراهيم:ليش يا حضرة الدكتور ؟ محمد:بس جي .. إبراهيم:وأنا مب مقتنع بهالسبب التافه ..تعرف أن سعادة الدكتور راشد رشحك لرئاسة ..؟ محمد:أعرف واعتذرت منه .. وقف إبراهيم مصدوم من اللي قاله وقال:اعتذرت!.. محمد:هيه اعتذرت .. إبراهيم:وبكل بساطة أتقولها..؟! محمد:بكل بساطة أقولها .. عصب إبراهيم وايد وقال:على كفيك ..لكن بتندم يا محمد ..بتقول يا ليتي سمعت كلام إبراهيم ..ما عليه مب منك من اللي يربع وراك ..عشان يخليك رئيس وزارة .. فتح الباب واصطدم بعمر اللي كان شال صينية الجاي .. اعتذر عمر:آسف يا أستاذ إبراهيم.. لكن إبراهيم روح ومطنش اعتذاره .. طالعه محمد مبتسم وقال:تعال عمر ..خلنا نشرب جاهي وياك.. فجأة رن تلفون محمد ..وطلع رقم أبو فيصل على الشاشة ،رد عليه محمد وهو يقول: صباح الخير يا عليّ.. جاء صوته متوتر:صباح النور...شحالك محمد؟ محمد:بخير وسهاله ..شحالك ؟ عساك بخير. علي:بخير.. أقول محمد .. محمد:هلا .. بلغ علي ريقه وهو يقول: هاشل ولد عبدالله توفى اليوم الصبح .. تفاجئ محمد وقال بعد ما استوعب الأمر:هاشل ...مات! ..كيف؟ عليّ:فر عمره من المستشفى .. محمد:فر عمره ! ... وين الممرضات ؟ عليّ:أنته تعرف أن هاشل مينون بعد الحادث اللي صار له من 10 سنوات..حطوه أهله في مستشفى الأمل بعد ما عيزوا منه .. حط محمد يده على راسه وهو يقول:..دفنتوه ..؟ عليّ:لا بعدهم يتريون تقرير الدكتور ..ما بتي تعزيهم ؟ من يوم عرف محمد أن هاشل هو سبب في موت أنجود ..رفع دعوه قضائية عليه ..ولكن القاضي ما قدر يحكم على هاشل لأنه صار إنسان مينون ..حكم بتعويض لمحمد أكثر من مليونين .. ولكن محمد رفضهن لأنها ما بترجع له أنجود . تكلم عليّ يوم طال صمت محمد وقال:يا محمد ..قلبك كبير ..هاشل مات والله يرحمه ..عان وايد في حياته..لازم تنسى الماضي .. محمد:إذا أنته طويت أيامها أنا أعيش باقي حياتي ما أطوي أيامها ..الله انتقم منه ..بعد اللي سواه في أنجود .. الله لا يرحمه.. قاطعه عليّ:لا يامحمد ..استغفر ربك ..ريال ميت ...أنجود بنتي مثل ما هي زوجتك ..أنا اللي ربتها بعد موت أهلها ..كون أحس عنهم وتعال وعزيهم .. نطق محمد عصبن عنه: الحين ياي .. عليّ:عيل بترياك في البيت ..تعرف صرت شيبه ولا أقدر أسوق السيارة .. محمد:خلاص بعد نص ساعة أنا في بيتكم .. قال عمر اللي سمع كل شي:عظم الله أجرك محمد:دايم وجه الله ... بسير أنا الحين ..إذا حد سأل عني خليه يترك رساله ... ركب محمد سيارته .. وفي غمرة حزنه تذكر أنجود وولده ..ذكراهم في قلبه حيّه ..رحلت حبيبته من هالدنيا بجسدها ولكن بقيت روحها ترفرف في ضلوعه .. ما قدر يمسك دموعه من أنها تذرف من يديد على خده .. عاش أجمل سنين حياته معها ..حبها بصدق ..حبها من كل قلبه ..حبها بكل ذرة فيه ..حبها ليل مووت .. في نفس اليوم اللي ماتت فيه أنجود ..اندعم هاشل وبقى في غيبوبه بين الحياة والموت أكثر من شهرين ..ويوم استفاق من عيبوبته فقد الذاكرة ..ما يعرف شي في حياته غير أنه ينطق بكلمة وحدة بس يرددها في كل دقيقة :جتلتها ..جتلتها .. ويوم سألوه: جتلت منو؟ قالها وهو يعترف:أنجود .. كان اعترافه واضح وصريح ..وقوي على قلب محمد.. عيزوا منه أهله يوم صار إنسان مينون ..حطوه في مستشفى الأمل لأمراض العقلية ... كانت تصيبه حالات هستيرية وانهيارات عصيبة بين فترة وفترة .. عان هاشل طول سنوات العشر من الأمراض اللي تصيبه في كل سنه ..حتى أن الأطباء استغربوا منها وعجزوا من علاجها ... جنها لعنه الله حلت عليه ... من سخرية القدر ..ما مات هاشل بسبت الأمراض لكن مات بعد ما فر عمره من الدريشة ..نال عقابه وانتقم الله منه .. وصل محمد عند بيت عليّ ودق الجرس ففتح الباب له شاب بلغ من العمر 18 سنة جميل بملامحه الرجولية وابتسامته الجريئة وقال:عمي محمد ..شحالك؟ استغرب محمد وقال:سعيد! ..أنته شو تسوي هني؟ ..ليش ما داومت اليوم المدرسة ..؟ سعيد:ما صدقت لقيت عذر أطلع من المدرسة .. محمد:الله يهديك يا سعيد ..أنته في الثانوية العامة لازم ما تضيع على عمرك حصص ..وخاصة أنته في قسم العلمي .. سعيد:إلا يوم واحد ..بعد حزنت وايد على مينون هويشل..ما صدقت أنه فر عمره من المستشفى ..أقول عمي محمد ..صدق أنه جتل أنجود ..؟ هز محمد راسه وهو يأكد كلامه: هيه جتلها ..فرها من الدري . سعيد: بس كيف ما تت؟ طيحة الدري ما تموت حد ..كم مره تحطت الدري بس ما مت .. ابتسم محمد على غباوة سعيد وقال:كانت أنجود حامل في شهورها الأولى ..وأي ضربه لو بسيط يمكن يتأذي الجنين اللي في بطنها ... فما بالك بطيحة الدري ..؟ ياها نزيف حاد وقوي.. ما قدرت تستحمل وماتت .. نزل سعيد عيونه بحزن وقال: الله يرحمهم ..بس تبغي الصراحة ..انا ما أبغي أعزيهم لأنهم ما يستاهلون .. سعيد ..طيب القلب ..كبير بمحبته..إنسان منضبط في كل شي .. مجتهد في دورسه .. يحبه محمد حب شديد ..يعتبره مثل ولده.. محمد:هذي هي الدنيا .. دخل محمد الصالة ومعه سعيد..سمع صياح نعيمة وعليّ يحاول يهديها بكلامه:استغفري ربج يا أم فيصل ..ما يصير تذكرين عيوب الميت؟ مسحت دموعها يوم شافت محمد داخل ..قام عليّ يسلم على محمد وهو يقول:اسمحلي يا محمد عثرتك ؟ يلس عداله وهو يقول:نحن نقوم بالواجب يا أبو فيصل . عليّ:والله أنك راعي أصول .. زادت علاقته مع عليّ وأهله قوة بعد وفاة أنجود .. كان محمد يكّن لعلي معزة خاصة باعتباره خال أنجود اللي مربنها وكفلها .واهتم فيها .. رفع محمد عيونه وهو يسمع وقع أقدام على الدري شاف فيصل اللي بلغ من عمره20 سنة ..وهو يدرس في جامعة الشارجة قسم الإذاعة والتلفزيون .. كان يغني ..استغرب محمد من استهتاره وعدم مبالاته بمشاعر الأخرين ..غيره في عزاء وهو يغني ويطرب ما همه شي . فجأة تذكر عبيد ...تذكر الحادث اللي مر عليه 13 سنة .. هز راسه وهو يحاول يبعد عن ذهنه صورة عبيد .. ليش تذكره في هذي اللحظة بالذات؟ ليش تذكر تفاصيل الحادث ؟ ليش تذكر أبو عبيد وأمه .. ليش تذكر هاشل وتصرفاته ؟ ليش تذكر هذي الوجوه كل ما يذكر أنجود ؟ كان محمد يحس برابط خفي بين أنجود والحادث أو بالاحرى كان يحس بأن هناك علاقة بين أنجود وعبيد ... عليّ ما طرى على لسانه أي شي يخص عبيد أو عن أهل أنجود ،لأن أنجود قبل زواجها بمحمد طلبت من خالها أنه ما يفصّل لمحمد أي شي عن أهلها ..مهما كان صغير خوفها من أن يكتشف أنها أخت عبيد ..حاول عليّ يعرف السبب بس كانت أنجود تقول له: كل شي بتعرفه في وقته ...كان عليّ ما يعرف أن عبيد سبب في إيعاقه محمد اللي يكره .. شاف عليّ تصرف ولده فيصل الغير لائق فزقره بصوت قوي قبل ما يطلع :فيصل ..تعال .. توقف فيصل وهو متوقع شو بقول له أبوه ..ثم استدار وقف عنهم وهو يقول بصوت جاف: نعم .. عليّ:وين ساير ؟ فيصل:وين ساير بعد ؟ ..المقبرة!... الجامعة .. عليّ:كلمني عدل يوم أكلمك .. بتسير ويانا ..نعزي عمك عبدالله..ما شي جامعة اليوم. فيصل:أنا لو أموت ما أعزيهم .. يستحق اللي صار له .. كان شعور فيصل اتجاه هاشل نفس شعور محمد يمكن أكثر ... كان يكره كره العباد وهو ولد 10 سنوات ...لأنه جتل أنجود اللي كانت بمثابة أخته الكبير ..ولو كان بيده جان ما خل هاشل حيّ ليل الحين .. استغرب عليّ منهم كلهم ..الكل ما يبغي يعزيهم ..نعيمه حرمته ..محمد .. سعيد ..والحين فصيل.. يلس عليّ وهو مستهم .. قال فيصل يكمل كلامه بحد:كيف ترضون تعزون واحد ولده جاتل أنجود .. هاشل يستحق أكثر من اللي صار له ... .. كنت أتريا هذا اليوم .. الله أنتقم منه ... أنجود طول عمرها بريئة يجتلها مثل هذا النذل.. الحقير ...أخ لو كنت كبير في يومها ..جان ما خلت حيّ ليل الحين ... ولاّ شو رايك يا ريل بنت خالتي؟ قال هذي العبارة الأخيره وهو يطالع محمد بنظرات كلها غضب ،سكته كلامه القاسي على قلبه ... كلهم يعرفون كم عان محمد من موت أنجود ...؟ نزل محمد عيونه وهو يحاول يتفادى نظراته اللي تحرق قلبه .. ما سمع إلا الباب يطرق بقوه... بعد العزاء والصلاة على الجنازة .. تغدى محمد مع عليّ ونعيمه وسعيد ،الكل كان هادي إلا سعيد اللي يثرثر دايماً عن عمره ..وعن سوالفه ... بعد الغدى يلسوا كلهم في الصالة يشربون جاهي سليماني، كان علي يشرب الجاهي وهو ساكت يطالع كوبه جنه ناوي يهيأ نفسه لشي .. رفع علي بصره فشاف نعيمه حرمته أطالعه بنظرات تكشف توتره .. ابتسمت تشجعه على أن يفاتح محمد بالموضوع . طالع علي محمد اللي كان يسولف مع سعيد يخبي حزنه العميق وراء ابتسامة عريضة .. قال يقطع عليهم السالفه: محمد .. عندي موضوع أبغي أكملك فيه. طالع محمد في عيونه فعرف بسرعة الموضوع اللي كان دايم يتهرب منه. قام محمد وقال:أرجوك يا علي لا تعيد ولا تزيد. كان سعيد مب فاهم شي يطالعهم يحاول يستوعب أي شي ..بس الظاهر يتكلمون بالألغاز، فقال:أحسن أطلع بره. علي:لا .. يلس سعيد ..اللي بنقوله مب سر. يلس سعيد مطبق حلجه بس فاج أذنه زين ، قال علي:محمد ..اسمعني زين .. الحين ما عندك أي حجه تتحجج بها .. دراسة الدكتوراه وخلصته درست رسالتين بدل رساله .. قاطعه محمد: انتهيا من هذا الموضوع . قاطعه عليّ بحد: لاما انتهينا ..خاف ربك وصل عمرك 40سنة الريال ما يصير يموت بلا ذرية يا محمد .. هذا مذموم حتى في الإسلام . محمد:ما أقدر أتزوج على أنجود. علي:أنته أرمل يا محمد ..ليل متى ما بتقتنع ؟ قامت نعيمه أتقول:محمد ..أنا دورتك على حرمه من أحسن الحريم ..وخطبتها لك .. بطل سعيد عيونه يشوف ردة فعل محمد اللي قال مصدوم:شو؟ منو سمحلكم تخطبون ..أنا اللي بتزوج ولاّ أنتم بتتزوجون؟! نعيمه:إذا أنته ما تبغيها .. مب مشكلة ..أشر بصبعك على حرمه وأنا اللي بيوزك أياها . محمد:منو قال أني متزوج؟ عليّ:أنته جذي تعذب عمرك .. رضيت عيل بموت أبوك وأمك ..ولا بترضى بموت أنجود؟ ... وين الأيمان بالقدر. محمد:ما أقدر .. قلتك ما أقدر . عليّ:الحين هذا تفكيرك يا الدكتور .. تعيش بلا عيال . (عيال!) ...هذي الكملة هزت قلبه المكسور ..كان ذكر العيال يخليه يضعف ويوهن .. رسم في خياله أولاده كيف بيكونون؟ اختار أساميهم .. تصور أشكالهم .. هل بيطلعون مثله ؟ولاّ مثل أمهم ؟ لكن كل شي راح بعد وفاة أنجود ..كل الأحلام والأماني راحت وماتت مثل ما ماتت أنجود.. ما فكر حتى في العيال ..عاش وحيد بلا أخوان .. بيظل وحيد بلا عيال ... دافع العيال كان قوي يكون أب .. الأبوة شي ثمين جداً كل ذكر يتمنى يكون أب .. هل دافع الأبوه أقوى من دافع الحب؟!.. يلس محمد هو يحس بثقل في قلبه .. قال عليّ يكمل كلامه:أنجود بنتي قبل ما تكون زوجتك ...لو مت أنته كانت أنجود ببتزوج بواحد غيرك ... ها شو قلت يا محمد ؟ موافق ولاّ لا؟ كلهم كانوا يتريون كلمتين من محمد ..(نعم) أو (لا) ..لكن محمد كان ساكت ..ويعيد في خياله شريط ذكرياته الطويل . حس محمد أن حد واقف عند باب الصاله، رفع محمد بصره وهو يشوف فيصل يطالعه بنظرات كلها غضب وسخط ونظراته تتهمه بالخيانه والخذلان...حس بألم فضيع ومرارة تعصر بقايا قلبه.. آآه يا فيصل من نظراتك اللي تحرق قلبي وتشقه لشطرين .. ما قدر محمد يستحمل نظرات فيصل ..ما حس بعمره إلا هو راكب سيارته ساير البيت .. رجع محمد البيت الساعة 6 المغرب ..كان تعبان وايد ..والهم اللي يشيله ثقل عليه ...يحس أن كتوفه شال حمل جبال. أحس بألم كبير وهو يشوف نظرات فيصل والكلام اللي تقوله عيونه ..كانت قويه على قلبه .. ((لوعتي بين هم وغم .,وأحزاني مغطتني من كل جانب ..آه منج يا الدنيا ..وما لج أمان .. أغلى الحبايب راحوا وما لهم رجعه .. يا ويل قلبي من بعادهم ما يقوى لحظة على فراقهم .. هم الهوى وراحة البال ...وسكنوا وسط الحشا ..تربعوا في عرش قلبي ملوك ..وين هم ؟ راحوا لبعيد .. ما لهم مكان ولا زمان .. زاد فني الهم همين .. الغم غمين ... حرقت قلبي لشوفتهم وراحوا بلا مرسى ولا مينى .. غالين وساكنين في بالي ..)) كان فيصل يحب أنجود من هو صغير ..كان يأذي نفسه وما يأذي أنجود .. فيصل يحبها بس محد يدري حبه ليل وصل .. في أعماقه السحيقه يحبها مستحيل حد يمس شي لو بسيط يخص أنجود..حتى لو صار أنجود مجرد ذكرى من الماضي .. حتى لو كانت جسد ميت تحت ثرى .. وإذا تزوج محمد بحرمه ثانية خليه يكون مستعد لكراهيةفيصل .. يلس محمد على سريره ..مرت عشر سنين وهو ينام بروحه محد يؤنسه في غربة الليل الظلمى ...شاف الصندوق اللي كان فيه أغراض أنجود..ما فكر في يوم أنه يفتح ويعيد ذكرها أليمة. حط راسه على المخدة يحاول يتهرب بأحلامه من واقعه المرير .. غمض عيونه بس جفونه تأبى أنها تنام ..، بطل عيونه مرة ثانية ..وتم مركز بنظره على سقف غرفته اللي مزخرف بالجبس..ما هي إلا لحظات وهو يغرق في خياله ، تزل أهدابه ببطء حتى تلامس خده، وراح في نوم هادئ . وصلت الساعة ثلاث ونص الفجر .. وخيم سكون الليل في الغرفة ..فجأة بدون سابق إنذار ..رن تلفون محمد.. عدة رنات وما وقفت . انتفض محمد من رقاده.. مد يده يمسك التلفون لكن يده اخطأه فطاح التلفون .. بندت الرنات .. ما مرت غير لحظة إلا ورن التلفون ..استغرب محمد .. منو هذا المتصل في هالحزة؟ انحنى ياخذ التلفون ..حاول يقرى الرقم بس ما قدر لأن الغرفة ظلمه. رد على المتصل وهو يقول: ألو .. جاء صوت متوتر صوت مب غريب عليه .. عقد محمد حياته وهو يحاول يتخيل صاحب هذا الصوت:فيصل؟!!!! .
بواسطة : meabdullatif
 0  0  691